بحبك يا بلدى

بحبك يا بلدى

الجمعة، 29 أبريل 2011

حتي لا يتحول د.عصام شرف إلي ديكتاتور


 حتي لا يتحول د.عصام شرف إلي ديكتاتور!!
 __________________________________
 
نرجو ألا نمجد كثيراً في شخص الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء حتي لا يتحول إلي ديكتاتور.. نحن المصريين متخصصون في خلق الفرعون بأيدينا وتصرفاتنا.. وعندما يصبح فرعوناً نجلس ونلطم الخدود ونشكو من سوء تصرفاته.
د.عصام شرف يرأس الوزارة حالياً ولفترة محددة إلي أن يتم اجراء انتخابات برلمانية ورئاسية. وعلي ضوئها سيتم تشكيل وزارة جديدة سواء برئاسته أو برئاسة غيره. ولذلك لا داعي أبداً للافراط في الحديث عن تواضعه وشعبيته... فهل المفروض أن يتعالي الرجل ويقبع في برج عاجي ويتصرف تصرفات فوقية لا صلة لها بالأمر الواقع؟!
الناس يقارنون بينه وبين د.أحمد نظيف رئيس الوزراء الأسبق.. ومن الطبيعي أن تختلف تصرفات د.عصام شرف عن تصرفات سلفه سواء أكان "نظيف" أو غيره.. فهو الآن يمثل ثورة شعبية الكلمة الأولي فيها للمواطن. وليس لنظام فاسد.
كثر الحديث بدون معني عن وجبة الفول التي تناولها الدكتور عصام شرف مع أسرته في أحد المطاعم بوسط البلد دون وجود حراسة معه.. وأشاد الكثيرون وركزوا علي تناوله "الكبسة" السيناوية بيديه عندما اجتمع مع القيادات القبلية بسيناء لبحث مشاكلهم والتوصل إلي حلول جذرية لهذه المشاكل.. وهلل الإعلام لتعامله ببساطة مع سيدة كانت ضمن وفد للفلاحين استقبلهم فخلعت حذاءها قبل أن تدخل قاعة الاجتماع فقال لها "البسي حذاءك يا ست راوية".
وبالغ الكثيرون لأن الرجل ذهب إلي ميدان التحرير وقال للمتظاهرين إنني أكتسب شرعيتي من الثورة التي شهدها هذا الميدان.. وطالب البعض بأن يتم ترشيحه لرئاسة الجمهورية لأنه ـ في نظرهم ـ الأولي والأحق من سائر المرشحين!!
وكما أن الإنسان يولد علي الفطرة السليمة ثم تتشكل شخصيته طبقاً للبيئة المحيطة به. فإن الحاكم ـ أي حاكم ـ وخاصة في مصر يتولي المسئولية وهو علي الفطرة السليمة.. تكون نواياه طيبة.. وتصرفاته سوية.. وتفكيره عقلانياً.. وسياسته مستقيمة لا عوج فيها ولا انحراف.. وتواضعه جماً.. وبعد ذلك يتسلمه الزبانية من الحاشية ومن الإعلام فينفخون فيه قائلين: إنك أنت الملهم.. وأنت الزعيم لا زعيم غيره.. وأنت الوحيد صاحب الرؤية الثاقبة.. فيتضخم وتنتفخ أوداجه. ثم يتحول إلي حاكم باطش ومستبد.
كان حسني مبارك في بداية عهده هو هذا الرجل البسيط ابن قرية المصيلحة.. ولا يمكن لأي إنسان مهما بلغت عداوته حالياً لهذا الرجل أن ينكر أنه كان عسكرياً منضبطاً وملتزماً.. وهو الذي قال في بداية عهده إن الكفن ليس له جيوب.. وهو الذي كان يفكر في عدم الاستمرار في الرئاسة إلا لفترة محددة.. وهو الذي أراد ألا تظهر زوجته في المحافل المحلية والدولية بالصورة التي تحولت إليها فيما بعد.. ولكن ماذا حدث؟!!
نحن ـ الحاشية والإعلام والمستفيدين من وجوده ـ الذين حولناه إلي هذه الصورة البشعة.. نفاق غير محدود.. وتضخيم لكل همسة ولمسة.. وتركيز علي شخصه وعدم الاقتراب من سياساته.. قلنا إن ما يقرره هو الحق.. وأن ما يرفضه هو الباطل حتي تورمت ذاته وانحرف عن كل مبادئه الأولي وفعل عكس ما جبلت عليه فطرته السليمة.. وكاد حاله يقول: "أنا ربكم الأعلي!!"
القرآن الكريم يقول عن فرعون موسي "فاستخف قومه فأطاعوه" أي وجدهم خانعين فأذلهم. وهدد السحرة الذين آمنوا برب موسي وهارون بقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف وصلبهم ليكونوا عبرة لغيرهم.. وزاد من تجبره حتي أخذه وأعوانه طوفان الغرق!!
فليعتبر حكامنا مما جري للفرعون القديم والفرعون الحديث.. وعلينا نحن الشعب ألا نستخف بأنفسنا فيستخف بنا الحكام ويذيقونا المر والعلقم!!
نريد أن نكون دولة ديمقراطية بمعني الكلمة.. ولنتق الله في أنفسنا.. وليتق الإعلام الله في رسالته.
وحناناً ورفقاً أيها الإعلاميون بالدكتور عصام شرف.. وبكل مسئول حتي لا نحوله من مواطن مصري بسيط إلي فرعون جديد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق