بحبك يا بلدى

بحبك يا بلدى

الثلاثاء، 26 أبريل 2011

لماذا تخشي دول الخليج من التقارب المصري- الإيراني؟

لماذا تخشي دول الخليج من التقارب المصري- الإيراني؟ !

هل يمكن لأي مسئول مصري أن يفكر للحظة واحدة أن مصلحة بلاده مع إيران أفضل من مصلحتها مع دول الخليج العربي؟ !
 
الإجابة علي هذا السؤال بديهية ولا تحتاج لكثير أو قليل من التفكير.. فمصلحة مصر القومية والتاريخية والواقعية مع دول الخليج أولاً وثانياً وثالثاً. ولا يمكن مقارنتها بمصلحتها مع إيران.
إذا كانت مصر تريد تقوية علاقاتها مع إيران من منطلق إسلامي ومنطلق التكتل ضد الأطماع الإسرائيلية وسياستها العدوانية فإن منطلقات علاقتها مع دول الخليج أكبر وأعلي شأناً.. فإلي جانب المنطلق الإسلامي هناك المنطلق العربي القومي وهناك المصالح الاقتصادية والإقليمية وهناك الوحدة العربية المتمثلة في جامعة الدول العربية التي تحتضنها مصر منذ عام 1945 وحتي الآن .
 
إذن.. كل الدلائل والحسابات تؤكد غلبة العلاقات المصرية- الخليجية علي غلبة العلاقات مع إيران.. ولكن السؤال هو: هل يعني تقارب مصر مع إيران أن يكون ذلك علي حساب دول الخليج؟!
مصر تعي يقيناً مخاوف دول الخليج من المد الإيراني والمطامع الفارسية لتكون لطهران الهيمنة في المنطقة.. ولا يغيب هذا الهدف عن ذهن أي مسئول مصري ولذلك فإن القاهرة بحكم دورها التاريخي بل وبحكم مصالحها الاقتصادية لن تتواني عن مساندة أي دولة خليجية إذا دست إيران أنفها في هذه الدولة أو حتي حاولت ذلك. سوف تقف مصر مع شقيقاتها الخليجيات سداً مانعاً ومنيعاً دون تحقيق أي هدف غير سوي لإيران في سياستها إزاء هذه الدول.
لكن السؤال هو: هل يجب أن تقف مصر موقف العداء مع إيران دائماً لكي تثبت لدول الخليج انتماءها إليهم أو انتماءهم إليها؟! ولماذا لا يتسع تفكيرنا لأن تقوم مصر بدور إيجابي لإقناع إيران بالتوقف عن سياسة المد والأطماع في المنطقة وإحلال التعاون المتكافئ بينها وبين دول الخليج بدلاً من العداء الذي لن يجني الجميع من ورائه سوي سوء العواقب؟!
 
إن سياسة الحوار- في هذا العصر- أفضل كثيراً وأكثر ملاءمة لحل المشاكل.. وإحلال التعاون السياسي والاقتصادي والثقافي محل التنابز والعداوة والقطيعة فيه مصلحة الجميع.
لقد أعلنت مصر علي لسان وزير خارجيتها الدكتور نبيل العربي أن أمن منطقة الخليج العربي يعد جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي المصري وأن أمن واستقرار وعروبة الخليج خطوط حمراء لا تقبل مصر المساس بها وأن التدخل في شئون دول الخليج أمر غير مقبول لا شكلاً ولا مضموناً.
 
هذه سياسة مصر الثابتة.. وعلي الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء الذي بدأ أمس جولة خليجية بزيارة السعودية والكويت وقطر أن يؤكد هذه السياسة في مباحثاته مع قادة هذه الدول. وعليه أيضاً أن يقنعهم بأن مصر عندما تتقارب مع إيران وتعيد العلاقات الطبيعية معها إنما تقدم علي هذه الخطوة وفي ذهنها إقناع طهران بأن تكون علاقاتها مع دول الخليج إيجابية وأن تتعهد باحترام أمن واستقرار وعروبة هذه الدول.. وإلا فلا معني لإعادة العلاقات الدبلوماسية والطبيعية بين البلدين.. وعلي إيران في نفس الوقت أن تحترم هذه المبادئ التي تقوم عليها السياسة المصرية.
 
ولتمض مصر في سياسة التقارب مع إيران من أجل مصلحة دول الخليج ومصلحة القضية الفلسطينية.. فقد آن الأوان لتكون الدول العربية والإسلامية يداً واحدة وليكون لها ثقلها ووزنها في المجتمع الدولي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق