بحبك يا بلدى

بحبك يا بلدى

الاثنين، 2 مايو 2011

ليس بالأغاني والأهازيج والرقص نصلح العلاقات مع أثيوبيا !!


ليس بالأغاني والأهازيج والرقص نصلح العلاقات مع أثيوبيا !!

لعل الأثيوبيين يسخرون منا الآن ومن الطريقة التي تصرف بها وفد الدبلوماسية الشعبية المصري الذي سافر إلي أديس أبابا في مهمة شعبية لتحسين العلاقات بين البلدين بعد الموقف الذي اتخذته أثيوبيا ومحاولاتها الجادة لإعادة توزيع حصص مياه النيل بما يؤثر علي الحقوق التاريخية المصرية في مياه هذا النهر.
كنت أظن أن هذا الوفد الذي يضم عدداً من الذين ينوون ترشيح أنفسهم لرئاسة مصر. ومن ممثلين للأحزاب والشخصيات العامة المثقفة وشباب الثورة قد ذهب ليناقش في مجمل العلاقات بين البلدين. ويجتمع إلي جانب المسئولين الرسميين في البلد الافريقي الشقيق مع الهيئات الشعبية الاثيوبية مثل أعضاء البرلمان وممثلي النقابات العامة والأحزاب والاتحادات والتجمعات المختلفة. ويدور الحديث في هذه اللقاءات حول تاريخ العلاقات بين البلدين. وضرورة العمل علي دعم هذه العلاقات في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية وضرورة احترام الحقوق التاريخية لمصر في مياه النيل.
كنت أظن ـ أو أود ـ أن يقسم الوفد المصري نفسه إلي مجموعات تتخصص كل منها في موضوع معين حول العلاقات بين البلدين وتعد كل مجموعة دراسة عن تاريخ ومستقبل هذه العلاقات في المجال الذي اختارته بحيث تغطي المجموعات مجمل العلاقات التي يجب أن يبحثها الوفد في هذه الزيارة.
كنت أظن أن الوفد المصري سيركز علي أن كلا من مصر وأثيوبيا عضو في الجماعة الافريقية التي تربطها مصالح مشتركة.. وأنه لا يجب أن تفتح أثيوبيا الباب أو تسمح بدخول دولة مثل اسرائيل لافساد هذه العلاقة فليس ذلك من مصلحة اثيوبيا ولا مصر. ويقوم الوفد المصري باقناع المسئولين الرسميين في أديس أبابا وكذلك ممثلي المنظمات والهيئات الشعبية أن مصر تستطيع أن تخدم أثيوبيا في المجالات التي تعرضها اسرائيل بأفضل مما يقوم به الاسرائيليون كثيرا.
كنت أظن أن الوفد المصري سيطالب بلقاء ميليس زيناوي رئيس وزراء أثيوبيا وهو الرجل الذي يقف موقفا صريحا ضد مصر لا يتناسب مع تاريخ العلاقات بين البلدين ولا مع ما يمكن أن يعود عليها من منافع اذا دعمنا هذه العلاقات في كل المجالات مستقبلا.. ويقوم الوفد بعرض وجهة نظر مصر بصورة جادة في الخلافات بين البلدين ويضع البدائل المناسبة أمام الرجل سواء اقتنع بها أم لم يقتنع.. لكنه علي الأقل تكون قد وصلته الرسالة واضحة.
ولكن.. هل فعل الوفد المصري ذلك؟! أو فعل شيئا قريبا من هذه الأفكار؟! الاجابة: لا.. ولننظر ماذا حدث كما نقلت إلينا الأنباء عن تحركات ونشاطات هذا الوفد في أديس أبابا.
لقد أقامت الخارجية الأثيوبية مساء السبت الماضي حفل عشاء للوفد في أحد المطاعم الفاخرة. حضره هيلا مريام ديسالين نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الاثيوبي ونيجاتسجاي.. ودينا مفتي المتحدث باسم الخارجية الاثيوبية ومحمود درير السفير الاثيوبي في القاهرة.
وتحدث في الحفل مصطفي الجندي فأكد علي عمق العلاقات التاريخية بين الشعبين وردد هتافات "مصر واثيوبيا.. يدا واحدة" قالها باللغة العربية واللغة الانجليزية.. وكذلك تحدثت بثينة كامل المرشحة لرئاسة الجمهورية في مصر. ثم رددت بعض الأغاني الفولكلورية الشعبية البورسعيدية مع الشاعر سيد حجاب ورددها الحضور وراءهما.. كما غني وفد الدبلوماسية اغنية "البحر بيضحك ليه" ورددوا كلمات أغنية أخري من تأليفهم "أفريقيا تجمعنا.. والليلة أول اعيادنا" ورقصوا عليها وشاركهم وزير الخارجية الاثيوبي.
اعتقد أن أول من سخر من تصرفات الوفد بعد انتهاء الحفل هو وزير الخارجية الاثيوبي الذي ربما وصفنا في نفسه وللمقربين منه بأننا قوم سذج. وأننا نتعامل بسطحية مع أمور غاية في العمق والأهمية.
ليس الأمر فسحة وعشاء فاخرا وأغاني وأهازيج أيها الأخوة الموقرون أعضاء الوفد بل انهم جروكم للاحتفال معهم بإنشاء سد الألفية.. اعتقد أن زيارتكم لم تترك أثرا وكما ذهبتم عدتم.. وكان الله بالسر عليما.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق