بحبك يا بلدى

بحبك يا بلدى

الأربعاء، 4 مايو 2011

بناء مصر الحديثة


بناء مصر الحديثة!!

إذا منحنا مجموعة من الناس قطعاً متساوية من الأرض للبناء عليها في نفس الوقت. فالبديهي أن صورة البناء وشكله ومضمونه لن تكون هي نفسها علي كل القطع. لأن هناك تفاوتاً في الطموحات والتطلعات والإمكانيات والثقافة والرؤية والتفتح تحكم المسألة لكن يصبح في النهاية للجميع الحق فيما يراه ملائماً لتطلعاته!!
أما إذا تعلق الأمر ببناء مصر الحديثة. فلابد أن يكون البناء شامخاً يليق بعراقة مصر وشعبها وطموحاته. وأن يكون البناءون من أصحاب البصيرة والعقول المفتوحة والقلوب الكبيرة عندما أعلن لأول مرة في 2005 عن تعديل دستوري للمادة 76. رأينا أن مصر تخطو خطوات للأمام. لكن ما لبث أن تبدد هذا الإحساس وغاب تماماً. واستشعرنا فيما بعد أن البنائين في هذا الوقت لم يتجاوز سقف طموحهم بناء عشة صغيرة من الصفيح. وتساءلنا لماذا لا نبني قصراً شامخاً مادمنا قد عقدنا العزم وشرعنا في البناء. بدلاً من عشة من الصفيح لا تليق بمصر ولا تتسع لأبنائها ولا لطموحاتهم. وتجعل مصر دائماً مقيدة الخطي. حبيسة القلوب المظلمة والعقول المعتمة لبنائيها!!
الأخطاء الجسام التي وقعت في السابق تجعلنا نؤكد علي ضرورة أن نسهم جميعاً في بناء مصر. وأن نسترشد بمن سبقونا في بناء ديمقراطياتهم ودولهم. وأن نبدأ من حيث انتهي الآخرون. ولا بأس إن استطعنا أن نسبقهم بخطوات لنبهرهم كما بهرونا. وعلينا أن نستفيد من الحقبة الفائتة. عندما غاب عنهم أن من يتأمر "أي يصبح أميراً بمعناها الواسع" علي شعب من الأمراء والكبراء أفضل من ملك علي شعب مستعبد من المستضعفين. أقصد أن الشعوب وقوة الشعوب هي التي تمنح حكامها تلك القوة الفائقة وتميزهم عن غيرهم من حكام الشعوب المستضعفة وليس الماضي القريب عنا ببعيد!!
لو أدركنا هذا المعني وفهمناه جيداً. وجعلناه نبراساً عند بناء كل لبنة في مصر الحديثة. فسوف تصبح مصر كما نتمناها جميعاً. فخراً لأبنائها في الداخل والخارج!!
يأتي في المقدمة ذلك الصرح الشامخ "بناء الدستور" الذي يحدد ملامح مصر الديمقراطية وصورتها. وشكل الحكم وغيرها من التفاصيل الدقيقة. والعلاقة بين الحاكم والمحكوم. علي أن يراعي كما قلنا أن يكون صرحاً شامخاً يعيش عشرات السنين فلا تستطيع يد أن تصل إليه بقصد تبديل أو تغيير لأغراض حزبية أو جماعية أو طائفية. علي أن توضع أيضاً شروط وقواعد وضوابط لإجراء أي تغييرات دستورية في المستقبل!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق