بحبك يا بلدى

بحبك يا بلدى

الأربعاء، 4 مايو 2011

عندما يبتلع الذئب "منجلاً"!! قتل بن لادن.. هل يريح أمريكا


عندما يبتلع الذئب "منجلاً"!! قتل بن لادن.. هل يريح أمريكا!!

قد يحظي الرئيس الأمريكي باراك أوباما بشعبية كبيرة في بلاده وبعض الدول الأوروبية لنجاح حكومته ومخابراته في التوصل إلي مقر إقامة أسامة بن لادن في باكستان ومهاجمته وقتله مع عدد من أفراد أسرته ومعاونيه.
وقد تكون عملية تصفية زعيم تنظيم القاعدة جسديا أحد الأسباب التي ستؤثر إيجابيا في إعادة انتخاب أوباما رئيسا لأمريكا لفترة ثانية.. خاصة أن سياسة الرئيس الأمريكي الداخلية خلال السنتين الماضيتين لم يكن لها أي تأثير إيجابي في تحقيق الوعود التي أطلقها بتوفير حياة أفضل للشعب الأمريكي والتخلص من آثار الأزمة الاقتصادية العالمية التي بدأت في أمريكا وألقت بظلالها الكثيفة علي كل دول العالم.
قد يكسب أوباما شخصيا من عملية اغتيال بن لادن.. ولكن هل ينعكس ذلك بالإيجاب علي الشعب الأمريكي بالذات؟! وهل ستؤدي عملية الاغتيال إلي انحسار وتراجع التطرف علي مستوي العالم؟!
أسامة بن لادن مات.. وتأكدت أمريكا من موته من خلال احتفاظها بجثمانه ومن خلال تحليل الحمض النووي له. ولو لم تكن أمريكا وأوباما بالذات علي يقين من موته لما أعلنت ذلك رسميا وعلي لسان الرئيس نفسه في بيان حمل مفاجأة سارة للشعب الأمريكي.
ولسنا هنا في مجال مناقشة كيفية توصل المخابرات الأمريكية إلي مكان بن لادن الأمر الذي مكن الأمريكيين من قتله.. ولكن التقارير تؤكد ضلوع المخابرات الباكستانية في العملية ومشاركتها بالفعل في عملية تصفيته جسديا.. والسؤال هو؟
هل سيريح موت بن لادن أمريكا؟! وهل سيؤدي ذلك إلي تراجع نشاط تنظيم القاعدة وانتهائه لتهنأ أمريكا وتجلس مستريحة البال. ويخلو لها الجو وقد اطمأنت إلي أن الساحة العالمية خلت مما تسميه الإرهاب؟!
أعتقد أن تنظيم القاعدة.. ومعه جماعة طالبان التي حاربتها أمريكا وأسقطتها من حكم أفغانستان.. لن يهدأ ولن يخمل أو يخمد.. بل ربما أدي ذلك إلي عملية انتقام متعددة الاتجاهات. فالتنظيم لن يكون هدفه الآن هو محاربة أمريكا لوقوفها مؤيدة لإسرائيل علي حساب الحق العربي فقط بل سيضيف إلي ذلك هدف الانتقام لمقتل بن لادن.
مقتل زعيم القاعدة سوف يحدث رد فعل عنيفا لدي كل المؤيدين والمناصرين له في كل أنحاء العالم بما فيها أمريكا نفسها. وسوف نسمع ونشاهد عاجلا أم آجلا عمليات تطرف أو ما تسميه أمريكا "إرهابا" علي أوسع مدي في مناطق كثيرة في العالم.
أسامة بن لادن كان مجرد شخص ورمز لتنظيم القاعدة ولكل المنظمات المتطرفة في العالم. ولكن مثل هذه التنظيمات تستطيع خلق الآلاف من أمثال بن لادن.. وسوف نسمع قريبا لا عن أيمن الظواهري الرجل الثاني في القاعدة ولكن عن أسماء لم تكن معروفة ستظهر لتكون أكثر تطرفا وعنادا.
إننا نأبي أن نصف الرئيس الأمريكي بـ "عبدالبيت الأسود" كما وصفه هاني السباعي الأصولي المصري المقيم في لندن لأن ديننا الإسلامي السمح يرفض مثل هذه النعرات الجاهلية.. ولكننا نقول لأوباما الذي علقنا عليه آمالا كبيرة في أن تعمل أمريكا في عهده علي اعتدال كفتي الميزان في التعامل مع القضية الفلسطينية نقول له: ما لم تعدل أمريكا وتوقف إسرائيل عن أطماعها فإن القادم سيكون أسوأ!!
انتظر العالم العربي والإسلامي من أوباما خطوة جريئة لانصاف الفلسطينيين فإذا به يتخذ الخطوة المعاكسة ويقتل بن لادن.. ويقول المثل الشعبي المصري "ديب بلع منجل.. فماذا يفعل بأحشائه"؟!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق