بحبك يا بلدى

بحبك يا بلدى

الأربعاء، 4 مايو 2011

حكاية كل عصر غــالي.. زمــان والآن


حكاية كل عصر غــالي.. زمــان والآن


كان محمد علي باشا الكبير جباراً في فرض وتقدير وتحصيل الضرائب من الشعب المصري.. وكلما احتاج إلي أي دعم مالي للإنفاق علي حرب من حروبه أو مشروع من مشروعاته.. سارع إلي فرض ضريبة جديدة.. ومن بينها فرض ضريبة "الفردة" التي تحصل علي كل فرد من أفراد الشعب.. وقد ضج الشعب من هذه الضريبة وأسلوب تحصيلها التعسفي.
ولهذا كلف محمد علي ابنه إبراهيم باشا بأن يعقد اجتماعاً لشيوخ المنصورة ويشرح لهم الأمر.. ويهديء من سخطهم.
وذهب إبراهيم باشا إلي المنصورة ومعه وزير ماليته "المعلم غالي" ونوبار باشا وغيرهم.. وجلس أمام المشايخ في شكل جمعية عمومية هم يتحدثون ويشكون من كثرة الضرائب وفداحة تقديرها والقسوة في تحصيلها.. وبعد أن استمع إليهم قال. أنتم جميعاً علي حق وأنا ووالدي معكم.. ووالدي لا يعلم من أمر هذه الضرائب شيئاً لأن الذي يفرضها ويحدد قيمتها ويقرر أساليب تحصيلها هو هذا الشخص الجالس بجواري "وأشار بأصبعه علي المعلم غالي وزير المالية" هذا الرجل هو وزير المالية والذي أعتبره خائناً ويستحق القتل.. وأخرج إبراهيم باشا المسدس من جيبه وصوبه تجاه المعلم غالي. وأفرغ الرصاصات في صدره وأرداه قتيلاً في لحظات أمام جموع الحاضرين.. الذين أصابهم الذهول والذعر.. وهرع الشيوخ خارجين فارين من الاجتماع بعد الذي شاهدوه.
وهكذا اعتقد إبراهيم باشا أنه بقتله المعلم غالي قد أرسي العدالة وحقق الرضا للناس.. واعتقد الناس أن الضريبة ستلغي ولكن الذي حدث أن وزير المالية قتل والضريبة ظلت كما هي.
وقعت هذه الحادثة منذ أكثر من 170 عاماً.. تري هل هناك علاقة بين المعلم غالي زمان والدكتور غالي الآن وزير المالية الهارب.. والذي هرب بعد ثورة 25 يناير ويطارده حالياً الإنتربول بعد اتهامه بالإضرار العمدي بأموال ومصالح الغير وإهدار للمال العام. والتعسف في تحصيل الضرائب من البسطاء.. وتخفيضها بالنسبة للكبار وزيادتها بالنسبة لمحدودي الدخل

محيي السمري
الثلاثاء 3 مايو 2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق