بحبك يا بلدى

بحبك يا بلدى

الأربعاء، 6 يوليو 2011

الدولة تسير بالقصور الذاتي!!

الدولة تسير بالقصور الذاتي!!


أشعر أننا نعيش حالياً في دولة تسير الحياة فيها بالقصور الذاتي.. بصراحة لا أشعر أن هناك حكومة تقبض علي مقاليد الأمور وتسيرها طبقاً لسياسة مقررة سلفاً أو لخطة مستقبلية.. لا أثر إطلاقاً لنشاط أي وزير علي أرض الواقع. وكل ما نلمسه تصريحات هنا أو هناك لإثبات الذات وليقول المسئول: أنا هنا!

أتساءل: هل جلست مجموعة اقتصادية لها سابق خبرة كبيرة لوضع أسس ميزانية الدولة للعام المالي 2011/2012؟! أم أن الأمر لم يخرج عن اجتهادات شخصية لبعض الموظفين الذين يعملون في وزارة المالية؟ هل عند عرض الميزانية علي مجلس الوزراء اشترك الوزراء كلهم في مناقشتها؟! أم اكتفوا بعرض وزير المالية لإطارها العام.. ثم قالوا: "موافقون" علي عادة ما كان يحدث في برلماننا علي مدي ثلاثة عقود!
هل جلس الوزراء مع المختصين بالشئون المالية في وزارتهم وناقشوا احتياجات هذه الوزارات بالتفصيل وقدموها إلي وزير المالية وناقشهم فيها ثم استقر الرأي علي الحد الأدني الذي تطلبه كل وزارة؟!
من الذي يحكم الشارع المصري أمناً ومروراً ونظاماً والتزاماً؟! لم يعد الأمر غريباً أن تجد أهم التقاطعات المرورية خالية من شرطي ينظم الحركة ويفتح باب المرور لهذه الجهة ويغلقه في الجهة الأخري.. اصبحت عملية المرور تعتمد علي الشطارة.. من يستطيع أن يتصرف بنفسه بالقوة لتكون له أولوية المرور.. السير عكس الاتجاه لم يعد ظاهرة بل أصبح امراً مشروعاً لأنه لا أحد يقول للمخطيء: اختشي!!

انتهت امتحانات الشهادات والنقل بالمدارس الإعدادية والثانوية والجامعات وانتشر الشباب في كل الشوارع دون استثناء يتخذون السيارات مكاناً دائماً لجلوسهم ويتحرشون بالمارة- ليس السيدات فقط ولكن بكل من يسير في الشارع- فضلا عما تسمعه الأسر في البيوت من ألفاظ تصيب بالغثيان.. ومشادات بينهم وبين أصحاب السيارات ثم بينهم مع بعضهم البعض!!

من يستطيع مواجهة ظاهرة الباعة الجائلين الذين افترشوا الشوارع المهمة حتي في قلب العاصمة. وعرضوا كل أنواع البضائع الرديئة.

من يستطيع السيطرة علي الأسعار التي تتدافع صعوداً في موجات متتالية والمواطنون ينظرون في انكسار إلي هذه السلع ثم لا يجدون مفراً من العودة مكتفين بالنظر إلي السلعة التي يحتاجون إليها.

من يستطيع فصل المتظاهرين عن البلطجية في ميدان التحرير ويجعل كل فريق يلتزم بحقه وبحدوده بعيداً عن الآخر فما أوسع الفرق بين الاثنين في مطالبهم وما أوسع الفرق في الأهداف بين هذا وذاك؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق