بحبك يا بلدى

بحبك يا بلدى

الخميس، 28 أبريل 2011

مصر .. لن تموت عطشاً وعلي اثيوبيا أن تعي ذلك.



من الواقع مصر .. لن تموت عطشاً وعلي اثيوبيا أن تعي ذلك
 ____________________________________________

كلما حاولت مصر التقارب مع اثيوبيا لحل مشكلة الإجراءات التي تتخذها أديس أبابا للتأثير علي حصتنا من مياه نهر النيل يخرج علينا مسئول اثيوبي بتصريح مستفز يجهض هذه المحاولات ويعيد الأمور إلي منطقة الصفر الأمر الذي يؤكد إصرارها علي تنفيذ سياستها في هذا الشأن!
ففي الوقت الذي يستعد فيه الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء لزيارة اثيوبيا علي رأس وفد سياسي وفني لبحث مشكلة بنائها السد الذي أطلق عليه "سد الألفية" علي نهر النيل قرب حدودها مع جنوب السودان نفاجأ بتصريح لوزير الخارجية الاثيوبي هيلا مريام دسالتي بأن بلاده لن تمنح مصر فرصة لفحص "سد الألفية" الذي تبنيه علي النيل إذا لم توقع القاهرة اتفاقا جديدا تتخلي بموجبه عن حقها في النقض بشأن توزيع مياه النهر!!
هذا التصريح  في رأيي  ينسف زيارة رئيس وزراء مصر مقدما قبل أن يصل إلي اثيوبيا.. وينسف أيضاً زيارة الوفد الشعبي المصري المكون من مرشحين للرئاسة في مصر ومن شخصيات عامة وحزبية والذي ينوي زيارة اثيوبيا للعمل علي التقارب بين البلدين والشعبين.
وكان هذا الوفد قد سبق وزار أوغندا والتقي الرئيس يوري موسيفيني الذي أبدي استعداد بلاده لفتح حوار حول مجمل مشاكل حصص الدول في مياه النهر والوصول إلي اتفاق يرضي الجميع.
وزير الخارجية الاثيوبي تحدث في تصريحه الصادم عن تحسن العلاقات بين بلاده ومصر بعد سقوط نظام الرئيس السابق حسني مبارك.. لكنه لم يقدم دليلا من جانب بلاده علي هذا التحسن سوي قوله انه توجد رغبة من جميع الأطراف في التعاون وغلق جميع الملفات القديمة.
وكل الظواهر من خلال تصريحات المسئولين الاثيوبيين تشير إلي أن زيارة الدكتور عصام شرف المقررة في مايو القادم لن تثني أديس أبابا عن موقفها الذي يضر بمصالح مصر.. وإن كنا نتمني من أعماقنا أن تنجح هذه الزيارة ويتم الاتفاق علي إطار للتعاون يرضي الطرفين ولا يضر بحصتنا من مياه نهر النيل.
لكن في كل الأحوال يجب علي مصر أن تشكل مجلسا علي أعلي مستوي من السياسيين والفنيين يتولي وضع إطار للتحرك المصري علي كل المحاور الافريقية والعالمية ويضع في اعتباره كل الاحتمالات التي تمنع حرمان مصر من حقها في هذا الشريان الحيوي الذي لولاه لمات شعبها عطشا.. بل لم يوجد هذا الشعب أصلاً.
وعلي الشعب الاثيوبي الشقيق وقادته أن يدركوا ان كسب عداوة 85 مليون مصري لن يكون أمرا سهلا مهما ظنوا في قدراتهم الذاتية أو في قدرات من يدفعونهم إلي هذا العداء.. فمياه نهر النيل بالنسبة لمصر تعني انها إما أن تكون أو لا تكون.


محمد فوده
الأحد 24 أبريل 2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق